×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

باب قول الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ [البقرة: 165].

****

أراد الشيخ رحمه الله بهذا الباب أن يبين أن المحبّة نوعٌ من أنواع العبادة، وأن من أحب مع الله غيره فقد أشرك بالله الشرك الأكبر المخرج من المِلّة، كما كان عليه المشركون الذين قال الله فيهم: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ [البقرة: 165].

ولمّا كانت المحبةُ من أنواع العبادة - بل هي أعظم أنواع العبادة - وكان من أحبَّ مع الله غيرَه مشركًا الشركَ الأكبر؛ ناسب أن يذكر الشيخ رحمه الله هذا الباب في «كتاب التّوحيد»؛ لينبّه على هذه المسألة المهمّة.

والمحبة - كما ذكر العلماء - تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: محبة العبودية، وهذه يجب أن تكون خالصةً لله عز وجل ومحبة العبودية هي التي يكون معها ذلٌّ للمحبوب. وهذه لا يجوز صرفُها لغير الله، كما لا يجوز السجود لغير الله، والذبح لغير الله، والنذر لغير الله؛ فإنه لا تجوز محبةُ غير الله محبةَ عبوديةٍ يصحبها ذلٌّ وخضوعٌ وطاعةٌ للمحبوب، وإنما هذه حقٌّ لله سبحانه وتعالى.


الشرح