×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وقول الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ [العنكبوت: 10] الآية.

****

غيره، وهي عملٌ قلبي - من العبادات القلبية - وهذا حصر للخشية لله سبحانه وتعالى فلا يخشى الإنسان غير الله عز وجل ومن خشيَ غير الله خشية العبادة فقد أشرك بالله وهذا مثل قوله: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ، فَمِن شرط الإيمان: إخلاص الخوف من الله، كذلك من شرط الإيمان: إخلاص الخشية من الله سبحانه وتعالى.

﴿فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أي: الذين اتَّصفوا بهذه الصفات: الإيمان بالله واليوم الآخر، وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والخشية من الله وحده، ﴿فَعَسَىٰٓ عسى حرف ترجٍّ، ولكنها من الله واجبة؛ لأنَّها وَعدٌ مِن الله سبحانه وتعالى والله لا يُخلِفُ وعدَه؛ ولهذا يقول العلماء: كلُّ «عسى» من الله فهي واجبة.

﴿أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ المهتدين إلى الحق، أما من لم يتَّصف بهذه الصفات فليس من المهتدين، بل هو من الضالِّين.

ثمَّ قال: «وقول الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ [العنكبوت: 10]» هذه الآية في المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويُبطِنون الكفر.

فقوله: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ يقول مجرَّد قول ويدَّعي، ما ليس له حقيقة.

﴿فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ إذا جاء الامتحان؛ لأن المؤمنين يُمتحنون، ولا يتركون على قول: ﴿ءَامَنَّا بِٱللَّهِ، فيظهر الصادق في إيمانه من


الشرح