×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَعْلاَهَا قَوْلُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ» ([1]) دَلَّ على أن الإيمان يتفاوت، منه ما هو أعلى ومنه ما هو دون ذلك.

وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَانِ» ([2]) دلَّ على أن الإيمان يضعُف.

وفي الحديث الآخر: «أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى مِنْ مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ» ([3]) فَدَلَّ على أن الإيمان ينقُص حتى يصير كوزنِ الحبة من الخردل، وأنه يزيد حتى يكون كالجبال.

فالإيمان يزيد وينقص، هذا مذهب أهل السنَّة والجماعة، وفي ذلك أيضًا رَدٌّ على الخوارج والمعتزلة الذين يكفِّرون بالذنوب الكبائر.

المسألة الخامسة: في الحديث دليلٌ على وجوب الأخذ بالأسباب مع التوكُّل على الله سبحانه؛ لأنه لَمَّا ذكر التوكُّل على الله ذكرت الأعمال، فقال: ﴿ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ [الأنفال: 3]؛ فالتوكُّل على الله لا يكفي، لا بد من الأعمال الصالحة، لا بد من الصلاة والصيام والحج والجهاد في سبيل الله، وفعل الأسباب التي تنفع مع التوكُّل على الله سبحانه وتعالى.

***


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (35).

([2])أخرجه: مسلم رقم (49).

([3])أخرجه: البخاري رقم (7072)، ومسلم رقم (193).