×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

فقه الباب وما يُستفاد من النصوص، وذلك في مسائل:

المسألة الأولى: يؤخَذ من هذه الآيات وأثر ابن عباس رضي الله عنهما أن التوكُّل على الله عبادة يجب إخلاصها لله سبحانه وتعالى وأن التوكُّل من أعظم أنواع العبادة.

المسألة الثانية: التوكُّل على غير الله فيما لا يقدر عليه إلاَّ الله شركٌ أكبر، كالذين يتوكَّلون على الأصنام، أو على أصحاب القبور، أو على الأولياء والصالحين في جَلْب الأرزاق، ودفع المضار، وشفاء المرضى، وغير ذلك.

المسألة الثالثة: يؤخَذ من هذه النصوص: أنَّ التوكُّل على الله شرطٌ في صحَّة الإيمان لقوله تعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [المائدة: 23]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ [الأنفال: 2] إلى قوله تعالى: ﴿وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ؛ فدلَّ على أن التوكل على الله شرطٌ لصحَّة الإيمان.

المسألة الرابعة: يُؤْخذ من هذه النصوص: أن الإيمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل السنَّة والجماعة خلافًا للمرجئة الذين يقولون: الإيمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص.

وهذه مسألة عظيمة معروفة عند أهل السنَّة والجماعة، ومن أدلتها: هذه الآية: ﴿زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا، فدلَّ على أن الإيمان يزيد، وإذا كان يزيد فهو ينقص، لأن كل شيء يزيد فهو ينقص، فمن لازِم الزيادة النُّقصان.

وكما في قوله تعالى: ﴿أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ [التوبة: 124].


الشرح