×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

ثالثًا: في هذه النصوص أن المعلِّم والداعية يبدأ بالأهم فالأهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لَمَّا أراد أن يعلِّم أصحابه الكبائر بدأ بأهمها وهو الشرك بالله عز وجل لأن الشرك أكبرُ الكبائر فبدأ به، ثمَّ ذكر بعده الأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله.

رابعًا: في الحديثين: أن الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، وقد عرَّف العلماء الكبيرة بأنها: «ما رُتِّبَ عليها حدٌّ في الدنيا، أو وعيدٌ في الآخرة، أو خُتم بغضب، أو لعنة، أو نار، أو تبرَّأ النبي صلى الله عليه وسلم من صاحبها، بأن قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ فَعَلَ كَذَا»، أو نفى عنه الإيمان ك قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ» ([1]). هذه ضوابط الكبيرة».

أما الصغائر فهي ما ليس كذلك مما حرَّمه الله ونهى عنه، ولم يصل إلى حدِّ الكبيرة.

ولكن لا يحمل هذا الإنسان على أنه يتساهل بالصغائر، لأن الصغائر إذا تُسوهِل بها جرَّتْ إلى الكبائر؛ والصغيرة تعظُم حتى تكون كبيرة مع الإصرار؛ فلا يُتساهل فيها؛ لكن: ليست الذنوب على حدٍّ سواء، بل هي فيها صغائر وفيها كبائر. والصغائر تسمى اللَّمَم، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِلَّا ٱللَّمَمَۚ إِنَّ رَبَّكَ وَٰسِعُ ٱلۡمَغۡفِرَةِۚ [النجم: 32].


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5256)، ومسلم رقم (57).