×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 بخلاف هذه الصفات من المخلوقين فإنها مذمومة لأنها في غير محلها ولأنها ظلمٌ للمخلوقين.

قوله تعالى: ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ [الأعراف: 99] هذه الآية في سِياق ما ذكره الله عن الأمم الكافرة التي أحلَّ الله بها عقوباته من قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم شعيب، الذين ذكرهم الله في سورة الأعراف، ثمَّ قال: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّآ أَخَذۡنَآ أَهۡلَهَا بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَضَّرَّعُونَ [الأعراف: 94]، ﴿بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ الشدائد من الجوع والخوف والقحط وغلاء الأسعار، يفعل الله ذلك بهم لعلهم يدعونه، ولعلهم يرجعون إلى الله ويتوبون، ويعلمون أن ما أصابهم بسبب ذنوبهم؛ لكنهم لم يرجعوا.

ثمَّ إن الله - سبحانه - استدرجهم بالنعم، لَمَّا لم يرجعوا عند النِّقَم استدرجهم بالنعم قال تعالى: ﴿ثُمَّ بَدَّلۡنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ [الأعراف: 95] أي: بدل الشدة والجوع والخوف، بـ ﴿ٱلۡحَسَنَةَ وهي: الغناء والسَّعَة والثروة؛ استدراجًا من الله - سبحانه - لهم.

﴿حَتَّىٰ عَفَواْ يعني حتى كثروا وزادت قوتهم ونموا وصار لهم قوة واغتروا بهذه النعمة؛ فهم لم يتوبوا عند النقمة ولم يشكروا عند النعمة.

﴿وَّقَالُواْ قَدۡ مَسَّ ءَابَآءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ [الأعراف: 95] قالوا: هذه الأمور تجري عادة، مرَّة رخاء ومرَّة شدة، لم يَرْجِعوا الأمر إلى الله سبحانه وتعالى ويعلموا أن ما أصابهم من العقوبات بسبب ذنوبهم وأن ما أصابهم من النعمة فهو فضلٌ من الله؛ بل نسبوا هذا إلى العادة.


الشرح