﴿فَأَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ﴾ [الأعراف: 95] هذا هو المكر، وهو:
أن الله أخذهم في مأمنهم حيث لم يتوقعوا العقوبة.
وفي هذا تحذير لنا
من الله سبحانه وتعالى أننا لا نغتر بهذه النعم، وهذه الثروات، وهذه السَّعَة؛
فنغفلُ عن شكر الله عز وجل ولا نعمل بطاعة الله، ولا نخاف من العقوبة ومن زوال هذه
النعم.
ثمَّ قال - سبحانه -:
﴿وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا
عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم
بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [الأعراف: 96]؛ فالنعم إذا كانت مع المعاصي فهي استدراج، وإذا
كانت مع الطاعات فإنها نعمةٌ من الله تعالى.
ثمَّ قال تعالى: ﴿أَفَأَمِنُواْ
مَكۡرَ ٱللَّهِۚ﴾ [الأعراف: 99] هذا استنكار من الله سبحانه وتعالى على من يغترُّ
بالنعم وينسى العقوبة أن يأخذهم على غِرَّة وهم آمنون منعَّمون، ثمَّ ينقلهم من
النعمة إلى النِّقْمة، ومن الصحة إلى الألم والمرض، ومن الوجود إلى العدم.
﴿فَلَا
يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ﴾ أي: لا يأمن عقوبة الله التي تنزل على خُفْية ومن غير
تأهُّب ومن غير توقع لها.
﴿إِلَّا
ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ الذين حقَّتْ عليهم الخسارة التي لا رِبْح معها أبدًا
ولا نجاة منها أبدًا.
والشاهد في قوله: ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ﴾ فهو استفهام إنكار على من يقع منه مثل ذلك.فالأمن من مكر الله يستلزم عدم الخوف من الله سبحانه وتعالى كما يستلزم