فالأول: صبرٌ على طاعة
الله: بأن يؤدِّيَ الإنسان ما أمر الله تعالى به؛ وإن كان فيه مشقَّة عليه، وإن
كانت نفسه تريد الراحة؛ فإنه يصبر، فيقوم للصلوات الخمس، ويقوم لصلاة الفجر ويترك
النوم، ويقوم لصلاة الليل ويترك النوم، ويصوم ويترك الطعام والشراب، ويترك الأهل؛
طاعة لله سبحانه وتعالى ويجاهد في سبيل الله ويصبر على الجراح وعلى الآلام وعلى
ملاقاة الأعداء، ويصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى لأن الطاعة لا بدَّ فيها من
تعب.
الثاني: صبرٌ عن محارم
الله: فيتجنَّب ما نهى الله تعالى عنه، والنفس تنازعه تريد الشهوات المحرَّمة، فهو
يصبر على حبسها عنها وإمساكها عنها، وإن كانت تنازعه وتدعوه، وكذلك شياطين الإنس
والجن يدعونه ويرغِّبونه ويحسِّنون له القبيح، لكن يمسك نفسه ويحبسها عن محارم
الله.
والثالث: صبرٌ على أقدار
الله المؤلِمة: إنْ أصابه مرض أو أصابته مصيبة في ماله أو ولده أو في قريبه فإنه
يصبر ولا يجزع، هذا من الإيمان بالله، قال - تعالى: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم
بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ
ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة: 155- 156] يعرفون أنَّ هذا من الله،
وأنه بقضاء الله وقدره؛ فلا يجزعون ولا يتسخَّطون.
أما أقدار الله غير المؤلمة التي تلائم النفس فهذه لا تحتاج إلى صبر؛ لأن النفس تميل إليها.