×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وهذا النوع الأخير - الصبر على أقدار الله المؤلمة - ذكروا أنه ثلاثة أنواع أيضًا:

النوع الأول: حبس النفس عن الجزع.

والنوع الثاني: حبس اللسان عن التشكِّي لغير الله سبحانه وتعالى.

والنوع الثالث: حبس الجوارح عن لطم الخدود وشقِّ الجيوب.

ويقول أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: «الصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد؛ فلا إيمان لمن لا صبر له»، ويقول الإمام أحمد رحمه الله: «وجدت أنَّ الله ذكر الصبر في القرآن في تسعين موضعًا»؛ مما يدلُّ على أهميَّتِه، وعلى عِظَم شأنه.

فالصبر له مقامٌ عظيمٌ في الدين، ولا بد للمؤمن من الصبر لِمَا يواجه في هذه الحياة من المشاكل ومن المشاق والصعوبات لكنه يصبر عليها طاعةً لله سبحانه وتعالى.

وقوله: «على أقدار الله» أقدار جمع قدر، والقدر: ما قضاه الله سبحانه وتعالى في خلقه، فإن كلَّ شيء يجري في هذا الكون فإنه مقدَّر، ليس هناك شيء يجري بدون تقدير الله سبحانه وتعالى الله علِمَه وقدَّره وكتَبَه ووقَّته بوقت يحدُث فيه، فإنه سبحانه وتعالى: «أَوَّلُ مَا خَلَقَ الْقَلَمُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ» ([1]) فَكَتب في اللوح المحفوظ كلَّ شيء؛ فما من شيء يجري إلاَّ وهو مقدَّرٌ من الله سبحانه وتعالى ومؤقَّتٌ بوقت لا يتقدَّم عليه ولا يتأخَّر.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4700)، والترمذي رقم (2155)، وأحمد رقم (22757).