×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وقول الله تعالى: ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ [التغابن: 11].

قال علقمة: «هُوَ الرَّجُلُ تُصِيبُهُ الْمُصِيبَةُ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللهِ فَيَرْضَى وَيُسَلِّمُ» ([1]).

****

والإيمان بالقضاء والقدر أحدُ أركان الإيمان الستَّة. كما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني عن الإيمان؛ قال: «الإِْيمَانِ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([2])؛

فجعل الإيمان بالقدر ركنًا من أركان الإيمان، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ [القمر: 49]، وكما في «الصحيح»: «قَدَّرَ اللهُ عز وجل مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» ([3])، فما من شيء يجري في هذا الكون من صغير أو كبير إلاَّ وقد قدَّره الله سبحانه وتعالى.

قال: «وقول الله تعالى: ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ [التغابن: 11] » هذا بعضُ آية من سورة التغابُن، وأولها قوله تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ [التغابن: 11].

فقوله: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ يعني: أن جميع المصائب التي تنزل بالنَّاس من أَوَّل الخليقةِ إلى آخرها، فإن الله قدَّرها، ليس هناك مصيبةٌ تحدُث في العالم إلاَّ وقد قدَّرَها الله سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])أخرجه: البيهقي رقم (6925).

([2])أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (8).

([3])أخرجه: مسلم رقم (2653).