وقول
الله تعالى: ﴿وَمَن
يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ﴾ [التغابن: 11].
قال
علقمة: «هُوَ الرَّجُلُ تُصِيبُهُ الْمُصِيبَةُ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ
اللهِ فَيَرْضَى وَيُسَلِّمُ» ([1]).
****
والإيمان بالقضاء والقدر
أحدُ أركان الإيمان الستَّة. كما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني عن الإيمان؛
قال: «الإِْيمَانِ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»
([2])؛
فجعل الإيمان بالقدر
ركنًا من أركان الإيمان، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّا
كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ﴾ [القمر: 49]، وكما في «الصحيح»:
«قَدَّرَ اللهُ عز وجل مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى
الْمَاءِ» ([3])، فما من شيء يجري
في هذا الكون من صغير أو كبير إلاَّ وقد قدَّره الله سبحانه وتعالى.
قال: «وقول الله
تعالى: ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ﴾ [التغابن: 11] » هذا بعضُ آية من
سورة التغابُن، وأولها قوله تعالى: ﴿مَآ
أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ
قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [التغابن: 11].
فقوله: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ﴾ يعني: أن جميع المصائب التي تنزل بالنَّاس من أَوَّل الخليقةِ إلى آخرها، فإن الله قدَّرها، ليس هناك مصيبةٌ تحدُث في العالم إلاَّ وقد قدَّرَها الله سبحانه وتعالى.
([1])أخرجه: البيهقي رقم (6925).