×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

﴿إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ [التغابن: 11] أي: بقضائه وقدره؛ لأن إذن الله على نوعين:

إذنٌ قدريٌ كونيٌ؛ مثلُ قولِه تعالى: ﴿وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ [البقرة: 102] أي: بتقديره ومشيئته.

والنوع الثاني: الإذنُ الشرعيُّ، مثلُ: قوله تعالى: ﴿فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ [البقرة: 213].

قوله: «قال: علقمة» هو: علقمة بن الأسود، من كبار التابعين، وأحد النَّخَعيِّين الثلاثة.

ومعنى قوله: «هُوَ الرَّجُلُ تُصِيبُهُ الْمُصِيبَةُ» يعني: تنزل به المصيبة، إما في نفسه وإما في ماله وإما في ولده وإما في أهله وإما في أقاربه، فلا يجزعْ، ولكن يعلم أنها مِن عند الله، يعلم أَنَّ الله قد قدَّرها وقضاها، وما قضاه الله وقدَّره فلا بدَّ أن يقع، فلا يقول: لو أني فعلت كذا، لو أني عملت كذا ما نزلت بيَ المصيبة. فالمؤمن يعلم هذا فيَهُونُ عليه الأمرُ، يعلم أنها مِن عند الله فيرضى بقضاء الله، ولا يجزع ولا يسخط، ويسلِّم لله عز وجل ولقضاء الله وقدره.

وقد سمَّى الله هذا التسليم وهذا الرضا إيمانًا، فقال: ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ [التغابن: 11] يعني: يرضى بقضاء الله ويسلِّم له، ﴿يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ [التغابن: 11]؛ وهذا هو الشاهد: إن الله سمَّى الصبر على المصيبة والرضا بقضاء الله وقدره إيمانًا.


الشرح