×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ، هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ» ([1]).

****

﴿يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ [التغابن: 11] فثمرة الرضاء بقضاء الله والصبر والاحتساب: هداية قلبه؛ لأن الله يجعل في قلبه الإيمان والبصيرة والنور، وهذه ثمرة الصبر على قضاء الله وقدره.

أما الذي يجزع فإن ذلك يسبِّب العكس، يسبِّب عَمَى قلبه، واضطِّراب نفسه، فهو يكون دائمًا في اضطراب وقلق، أما المؤمن فهو مرتاح مِن هذا كلِّه.

فدلَّت الآية على مسائل عظيمة:

المسألة الأولى: أن المصائب كلها بقضاء الله وقدره.

المسألة الثانية: أن الرضا بها والصبر عليها من خصال الإيمان؛ لأن الله سمَّاه إيمانًا.

المسألة الثالثة: أنَّ ذلك يُثمر هداية القلب إلى الخير وقوة الإيمان واليقين.

قوله صلى الله عليه وسلم: «اثْنَتَانِ» يعني: خَصْلتان.

«فِي النَّاسِ» في بني آدم حتى ولو كانوا مسلمين فإنه يوجد في بعض المسلمين بعض خصال الجاهلية.

«هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ» هو كفر أصغر؛ لأن الكفر إذا نُكِّر فإنه يُراد به: الكفر الأصغر، أما إذا عُرِّف بـ «الألف واللام» فإنه يُراد به: الكفر


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (67).