×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

الأكبر، كما في قوله: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ - أَوِ الشِّرْكِ - تَرْكُ الصَّلاَةِ» ([1])، وليس كلُّ من قام به خصلةٌ من خصال الكفر يكون كافرًا خالصًا، وإنما يكون فيه خَصلةٌ من خِصال الكفر، كما أنه ليس كلُّ من فيه خَصلة من خِصال النفاق يكون منافقًا خالصًا، وإنما تكون فيه خَصلةٌ من خصال النفاقِ.

فالخَصلة الأولى: «الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ» تقدَّم الكلام عليه في باب سابق.

والخصلة الثانية: «وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ» والنياحة معناها: إظهار الجَزَع على الميت، كما كان أهل الجاهلية يفعلونه.

والمطلوب والواجب: الصبر على موت الأقارب أو موت الأحباب.

ولا يمنع هذا أن الإنسان يتألَّم ويبكي؛ فالبكاء لا مانع فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم بكى على ابنه إبراهيم، وقال: «إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» ([2]) وهذا من الرحمة، وأيضًا هذا لا يستطيع الإنسان حبسه.

فالآية دلَّت على أن الصبر والرضا من خصال الإيمان، والحديثُ دلَّ على أن الجزع من المصيبة وإظهار الجزع أنه من خصال الكفر؛ فهما متضادَّان.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (82).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1241)، ومسلم رقم (2315).