×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 عقوبة مَن فعل هذا الفعل.

﴿وَقُل لَّهُمۡ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَوۡلَۢا بَلِيغٗا: ﴿فِيٓ أَنفُسِهِمۡ قيل: معناه: بيِّن لهم ما في أنفسهم وما يبيِّتونه ممّا بيّنه الله لك وأطلعك عليه، وقيل: معناه: ﴿وَقُل لَّهُمۡ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ أي: قل لهم خاليًا بهم وحدَهم، وأسِرَّ إليهم بالنصيحة.

﴿قَوۡلَۢا بَلِيغٗا يعني: كلامًا جَزْلاً فاصلاً يؤثِّر فيهم، ومعنى هذا: أنّك لا تقابلُهم باللّين أو بالكلام اللَّيِّن أو بالملاطفة؛ لأنهم ليسوا أهلاً لذلك، ولكن قابلهم بالكلام البليغ الزّاجر المُخوِّف المُروِّع؛ لأنهم فعلوا فعلاً قبيحًا لا يناسِب معهم المُلاطَفة والمُلايَنة.

ثم قال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ [النساء: 64] يعني: جميع الرّسل ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم.

﴿إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ بشرعه ودينه، أو بتوفيقه سبحانه وتعالى؛ فالواجب: طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفته، ومن طاعته التحاكُم إليه.

ثم بيّن سبحانه وتعالى أنّ هؤلاء لو تابوا ورجعوا إلى الله لتاب الله عليهم، فقال: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يعني: لَمّا حصَل منهم ما حصَل من التحاكُم إلى غير كتاب الله وسنّة رسوله ﴿جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ هذا عَرْضٌ للتّوبة، ﴿وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ [النساء: 64] لأنّ استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم شفاعةٌ منه صلى الله عليه وسلم وهذا في حياته صلى الله عليه وسلم فهو يستغفر للمذنبين والمسيئين، ويدعو للمسلمين في قضاء حوائجهم، فهو صلى الله عليه وسلم في حياته يستغفر ويدعو للمسلمين، أما بعد مماته صلى الله عليه وسلم فلا يُذهَب إلى قبره، ولا يُطلب منه الاستغفار ولا الدّعاء؛ لأنّ هذا انتهى بموته صلى الله عليه وسلم،


الشرح