وفي «صحيح
البخاري»: قال عليّ: حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يُكَذَّب الله ورسوله؟!([1]).
****
الجَهْمِيَّة، ولذلك
كفّرهم كثيرٌ من علماء هذه الأُمة، يقول الإمام ابن القيِّم رحمه الله في
«النّونيّة»:
وَلَقَدْ تَقَلَّدَ كُفْرُهُمْ خَمْسُونَ
فِي *** عَشْرٍ مِنَ الْعُلَماءِ فِي الْبُلْدَانِ
يعني: كَفَّر
الجَهْمِيَّة خمسُمائة عالِم من هذه الأُمة؛ لأنّهم يجحدون الأسماء والصّفات، فلا
يُثبتون لله اسمًا ولا صفَة.
والمعتزِلة أثبتوا
الأسماء ولكنهم جحدوا معانيَها، وجعلوها أسماء مجرّدة ليس لها معاني.
والأشاعِرة: أثبتوا
الأسماء وبعض الصّفات، وجحدوا كثيرًا من الصّفات، فأثبتوا سبع صفات، وبعضهم يُثبت
أربعَ عشرةَ صفة، والبقيّة يجحدونها ويُنكرونها.
وكلّ هؤلاء فرقٌ
ضالّة، وهم يتفاوتون في ضلالهم.
قال: «وفي صحيح البخاري: قال عليّ»: علي بن أبي طالب يخاطِب العلماء، ويقول لهم: «حدِّثوا النّاس بما يعرفون» أي: تكلّموا عندهم بما يعرفون، أي: بما لا تستنكِرُه عقولهم، بل حدِّثوهم بما تتحمّله عقولهم، وتُدركه أفهامُهم، ولا تُسمعوهم شيئًا لا يفهمون معناه أو يجهلونه، فيبادِرون إلى تكذيبه فتوقعونهم في الحَرج.
([1])أخرجه: البخاري رقم (127).