×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وفي «صحيح البخاري»: قال عليّ: حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يُكَذَّب الله ورسوله؟!([1]).

****

الجَهْمِيَّة، ولذلك كفّرهم كثيرٌ من علماء هذه الأُمة، يقول الإمام ابن القيِّم رحمه الله في «النّونيّة»:

       وَلَقَدْ تَقَلَّدَ كُفْرُهُمْ خَمْسُونَ فِي *** عَشْرٍ مِنَ الْعُلَماءِ فِي الْبُلْدَانِ

يعني: كَفَّر الجَهْمِيَّة خمسُمائة عالِم من هذه الأُمة؛ لأنّهم يجحدون الأسماء والصّفات، فلا يُثبتون لله اسمًا ولا صفَة.

والمعتزِلة أثبتوا الأسماء ولكنهم جحدوا معانيَها، وجعلوها أسماء مجرّدة ليس لها معاني.

والأشاعِرة: أثبتوا الأسماء وبعض الصّفات، وجحدوا كثيرًا من الصّفات، فأثبتوا سبع صفات، وبعضهم يُثبت أربعَ عشرةَ صفة، والبقيّة يجحدونها ويُنكرونها.

وكلّ هؤلاء فرقٌ ضالّة، وهم يتفاوتون في ضلالهم.

قال: «وفي صحيح البخاري: قال عليّ»: علي بن أبي طالب يخاطِب العلماء، ويقول لهم: «حدِّثوا النّاس بما يعرفون» أي: تكلّموا عندهم بما يعرفون، أي: بما لا تستنكِرُه عقولهم، بل حدِّثوهم بما تتحمّله عقولهم، وتُدركه أفهامُهم، ولا تُسمعوهم شيئًا لا يفهمون معناه أو يجهلونه، فيبادِرون إلى تكذيبه فتوقعونهم في الحَرج.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (127).