الله سبحانه وتعالى
ولهذا قال: «ونحو ذلك ممّا يجري على ألسنة كثير» فهذا تنبيه لنا أن لا نقع
في هذه المزالِق، حتى إنّ ابن عبّاس رضي الله عنه فسّر قوله تعالى: ﴿فَلَا
تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 22] قال: هو قول الرّجل:
لولا الله وفلان، ما شاء الله وشئت، لولا كُلَيْبَة هذا لأتانا اللُّصوص»، لولا
البط في الدّار لأتانا اللّصوص، وما أشبه ذلك من الألفاظ، وعد هذا من اتّخاذ
الأنداد لله تعالى.
فهذه مسائل هي في
عُرْف النّاس سهلة، ولكنّها خطيرة جدًّا؛ لأنها كفر بنعمة الله سبحانه وتعالى
وإساءةُ أدب مع جَناب الرّبوبيّة.
فيُستفاد من هذه
الآية بتفاسير السلف التي ذكرها الإمام رحمه الله مسائل:
المسألة الأولى: أنّ إضافة النعم إلى
الله سبحانه وتعالى من الإيمان بالله.
المسألة الثانية: أنّ إضافة النعم إلى
غير الله من الكفر بالله سبحانه وتعالى.
المسألة الثالثة: في الآية وأقوال
السلف دليل على عدم جواز نِسبة الأشياء إلى أسبابها، وأنّ ذلك من كفر النعمة؛
لأنّه معلوم أنّ الريح الطيِّبة سبب لجريَان السفينة، وأنّ حِذْق المَلاَّح سبب
لجريَان السفينة، ولكن إذا أضاف النتيجة الطيِّبة إلى هذين السّببين صار ذلك من
الكفر بنعمة الله.
المسألة الرّابعة: كما قال الشيخ رحمه
الله في مسائل الباب: فيه اجتماع الضّدين في القلب؛ الكفر والإيمان؛ أخذًا من قوله
تعالى: ﴿يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا﴾ [النحل: 83]، ففيها: اجتماع
الإقرار والإنكار،