×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وقال ابنُ قُتَيبة: يقولون: هذا بشفاعة آلهتنا.

****

قوله: «وقال عونُ بن عبد الله» هو: عَوْن بن عبد الله بن عُتبة ابن مسعود الهُذَلي، إمامٌ جليل.

«يقولون: لولا فلان لم يكن كذا» وهذا لا يجوز؛ لأن فيه نِسبة النعمة إلى غير الله، والذي يجوز ما أرشد إليه النّبي صلى الله عليه وسلم، أن تقول: «لَوْلاَ اللهَ، ثُمَّ فُلانَ»؛ لأنّك نسبتَ النعمة إلى الله، وذكرتَ أنّ فلانًا إنّما هو سببٌ فقط؛ لأنّ ثُمَّ للترتيب والتعقيب.

قوله: «وقال ابنُ قُتَيبة» ابن قُتيبة، هو: أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قُتيبة الدِّينَوَرِي، إمامٌ في النحو واللّغة والتّفسير، وله كتبٌ مشهورة، منها: كتاب «التفسير»، وكتاب «المعارِف».

«يقولون: هذا بشفاعة آلِهتَنا» يعني: يقول المشركون: هذا الذي حصل من الخير ومن النّفع إنما هو بشفاعة آلهتنا، يعني: أنّ آلهتهم شفعتْ عند الله في حصولها؛ لأنّ المشركين الذين يعبُدون الأصنام لا يعتقدون أن معبوداتهم هي التي تخلُق وترزُق، وإنما يعبدونها لاعتقاد أنّها تشفَع لهم عند الله، كما قال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18]، وقوله: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزُّمَر: 3]، فهم يعتقدون أنّ هذه المعبودات تشفع لهم عند الله، وهذا كذِب؛ لأنّ الله بيّن الشفاعة الصحيحة، وهي ما توفّر فيها شرْطان: إذْنُ الله للشّافع أن يشفع، ورضاهُ عن المشفوع فيه بأن يكون من أهل التّوحيد.


الشرح