وقال
أبو العبّاس بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه: أنّ الله سبحانه وتعالى قال: «أصبح من
عبادي مؤمنٌ بي وكافر...» ([1])
الحديث - وقد تقدّم -:
وهذا
كثير في الكتاب والسنّة؛ يذم سبحانه من يُضيف إنعامه إلى غيره ويُشرك به.
****
والمشركون يتقرّبون
بأنواع القربات إلى هذه الأوثان، ويذبحون لها، وينذُرون لها، ويطوفون بها،
ويقولون: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18]، مثل حالة عُبّاد
القبور اليوم، يذبحون للقُبور، وينذُرون للقبور، ويهتِفون بها، ويستغيثون بها،
ويستصرخون بها، ويقولون: نحن لا نعتقد أنها تخلُق وترزُق، إنّما هي شفعاء عند
الله. وكذَبوا في ذلك، فإنّ الله سبحانه وتعالى لا يرضى بهذا الشفاعة، ولم يتّخذ
هؤلاء شفعاء عنده سبحانه وتعالى.
ومن ذلك قولهم: هذا
بشفاعة آلِهَتنا، يقولون: إنّ هذه النعم إنما هي بسبب آلهتنا وبشفاعتها عند الله،
كما يقول القبوريّ: هذا بسبب الوليّ فلان، بسبب عبد القادر، بسبب العَيْدَرُوس،
بسبب البَدَويّ، وهذا يدخُل في قوله: ﴿يَعۡرِفُونَ
نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا﴾ [النحل: 83] بمعنى: أنهم ينسِبون
نعمة الله إلى هذه المعبودات من دون الله عز وجل. فهذه طريقة المشركين قديمًا
وحديثًا.
قوله: «قال أبو العبّاس» أبو العبّاس كُنية شيخ الإسلام أحمد ابن تيميّة «بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه:
([1])أخرجه: مسلم رقم (71).