أنّ الله سبحانه
وتعالى قال: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ» تمامه: «فَأَمَّا
مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي
وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ
كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ».
ثم قال أبو العبّاس
رحمه الله: «يذم سبحانه من يُضيف إنعامه إلى غيره ويُشرك به» فكل من أضاف
نعم الله إلى غيره فقد كفر نعمة الله وأشرك به.
وهذا الشرك وكفر
النعمة ليس من الكفر والشرك المخرِج من الملّة، إذا كان الإنسان يعتقد أنّ إضافة
النعمة إلى الشيء من إضافة المسبّب إلى سببه، وإنّما المنعم هو الله، وأضافها إلى
السبب مجرّد مجاز، فهذا كفرٌ أصغر.
أما إذا اعتقد أنّ
النعم من إحداث المخلوق ومن صُنع المخلوق، فإنّ هذا كفرٌ أكبر يُخرِج من الملّة،
إذًا إضافة النعم إلى غير الله إضافة خَلق وإيجاد كفر أكبر مُخْرِج من الملّة.
فالواجب أن تُضاف النعم
إلى الله سبحانه وتعالى فكلّ مَن أضاف النعمة إلى غير الله، فإنّ هذا كفرٌ بالله،
إما أنْ يكون كفرًا أكبر، وإما أن يكون كفرًا أصغر، بحسَب ما يقوم باعتقاد الشّخص
وقَرارة نفسه، فليحاسِب الإنسان نفسه عند ذلك.
ومن ذلك: ما يجري على ألسنة بعض الصحفييّن وكثير من الإعلاميِّين الذين ينسِبون الأشياء إلى أسبابها، فيقولون: المطر ناتج عن انخفاض جويّ، أو عن المُناخ، وما أَشبه ذلك؛ فالذي يُضيف المطر