×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

قال بعضُ السلف: هو كقولهم: كانت الرّيح طيِّبة والمَلاَّح حاذِقًا... ونحو ذلك ممّا يجري على ألسنةِ كثير.

****

 إلى وقته أو إلى الكوكب أو إلى النَّوء فهو من هذا الباب، كما في حديث زيد بن خالد: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ» نعم: المُناخ أو الانخفاض الجويّ سبب، لكن الذي ينزِّل المطر ويكوِّن المطر هو الله سبحانه وتعالى ليس لهذه الأسباب تدخُّل في إيجاد المطر أو إحداث المطر.

وقد حصَل - ويحصُل - أنّ هناك مُناخات كانت تهطُل فيها الأمطار بكثرة، ولكن يأتي وقتٌ من الأوقات تُقْفِر هذه المُناخات وتُجْدِب، فكثير من القارّات وإنْ كانت معروفة بكثرة المطر وتواصُل المطر عليها يحصُل فيها الجَدْب، كما يقولون عنه: الجفاف، في أمريكا وفي أوروبّا وفي أفريقيا حصَل جفافٌ كثير، وهلكت خلائق كثيرة من الأموال ومن الأنفُس، وما نفعهم المُناخ، هذا بيد الله سبحانه وتعالى وفي تقدير الله سبحانه وتعالى.

وقوله: «قال بعضُ السَّلف» المراد بالسَّلَف: القُرون المفضَّلة، وصَدْر هذه الأمة، وهم محلّ القُدوة؛ لقُرْب عهدهم من النّبي صلى الله عليه وسلم ومن صحابته الكِرام.

وأمّا مَن جاء بعدهم فيُقال لهم: الخَلَف، فمن كان من الخَلَف يسير على منهج السلَف فهو لاحقٌ بهم، ومن تخلَّف عن منهج السَّلَف فإنّه هالك، كما قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا [الحشر: 10]، ويقول سبحانه: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ [التوبة: 100].


الشرح