×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وفي هذا الحديث: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ» كائنًا مَنْ كان من ملائكة، أو أنبياء، أو أولياء، أو مشاعر مقدَّسة، أو غير ذلك.

«فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» وهذا إمَّا شكٌ من الراوي، يعني: هل قال الرَّسول: كفر، أو قال: أشرك، أو أنَّ «أو» بمعنى «الواو»؛ لأنَّ «أو» تأتي أحيانًا بمعنى «الواو» في لغة العرب، يعني: فيكون المعنى: «فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ»، يعني: جمع بين الكفر والشِّرك؛ لأنَّ بين الشرك والكفر عموم وخُصوص، فكل مشرك كافر.

وقد يَرِد سؤال هنا وهو: أنَّه جاء في بعض الأحاديث الحلف بغير الله، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ»، مع قوله: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ». فما الجواب؟

أجاب عنه العلماء بجوابين:

الجواب الأوَّل: أن هذا وأمثاله لا يُقصد به اليمين، وإنما يجري على الألسنة من غير قصد اليمين.

والجواب الثاني: أنَّ هذا كان قبل النَّهي، فكان في الأوَّل يجوز الحلِف بغير الله، وبعد ذلك نُهي عن الحلِف بغير الله، فقوله: «أَفْلَحَ وَأَبِيهِ» وأمثاله يكون منسوخًا بالنَّهي عن الحلف بغير الله، وهذا هو الذي رجَّحه في الشرح.

والشاهد من الحديث للتَّرجمة: أن الحلف بغير الله مِنِ اتَّخاذ الأنداد لله سبحانه وتعالى لأنَّ النِّدَّ معناه: النَّظير والشَّبيه، فالذي يحلف بغير الله يجعل المحلوف به نِدًّا لله وشبيهًا لله سبحانه وتعالى .


الشرح