×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ [النساء: 36]، ﴿ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ [الأعراف: 59]، فلا بدَّ من الجمع بين الأمر بالتوحيد والنَّهي عن الشِّرك.

المسألة الخامسة: أنَّ هذه الألفاظ التي ذكرها ابن عبَّاس تجري على ألسنة كثيرٍ من النَّاس وهي من الشِّرك، لكنه شرك أصغر، ويسمَّى شرك الألفاظ، ولو لم يقصد بقلبه، وهو مِنِ اتِّخاذ الأنداد.

المسألة السَّادسة: فيه أنَّ السلف يستدلِّون بالآيات النازلة في الشرك الأكبر على الشرك الأصغر؛ لأنَّ ابن عبَّاس استدلَّ بالآية على ذلك؛ لأنَّ الشرك الأصغر يجُرُّ إلى الشرك الأكبر، ففيه: الابتعاد عن الشِّرك مِن كلِّ الوُجوه، باللَّفظ، وبالنِّيَّة، وبالفعل.

قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ» أي: أقسم بغير الله، كأن يقول: والنَّبي، أو يقول: والأمانة، أو يقول: وحياتِكَ ما فعلتُ كذا، أو ما أشبه ذلك، بأن يقسم بمخلوق. فالحلف والقسم: تأكيد شيء بذكر معظَّم على وجه مخصوص.

وهو تعظيمٌ للمُقْسَم به، والتعظيم إنِّما يكون لله سبحانه وتعالى فالمخلوق لا يُقْسِمُ إلاَّ بالله أو بصفةٍ من صفات الله سبحانه وتعالى.

أمَّا الله سبحانه وتعالى فإنَّه يُقْسِمُ بما شاء مِن خلقه، أمَّا المخلوق فلا يقسِم إلاَّ بالله، ولا يجوز له أن يقسم بغيره كائنًا مَنْ كان: لا يقسِم بالأنبياء، ولا بالملائكة، ولا بالصالحين، ولا يُقسم بالكعبة، ولا يقسم بأي شيء إلا بالله سبحانه وتعالى.


الشرح