×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

يُستفاد من هاتين الآيتين مع قول ابن عبَّاس رضي الله عنهما مسائل كثيرة:

المسألة الأولى: أن التَّوحيد هو أعظمُ مأمورٍ به؛ لأنَّ الله بدأ به في أوَّل نداء في المصحف الشريف.

المسألة الثانية: في الآية دليلٌ على أنَّ الإقرار بتوحيد الرُّبوبية لا يكفي في التَّوحيد؛ لأنَّ الله أخبر أنَّ المشركين يعلمون هذا فقال: ﴿وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [البقرة: 22].

المسألة الثالثة: في الآيتين الاستدلال بتوحيد الرُّبوبيَّة على توحيد الإلهيِّة، وأنَّ توحيد الرُّبوبيِّة وسيلة وتوحيد الألوهيَّة غاية؛ لأنَّه هو المقصود وهو المطلوب من الخلْق؛ لأنَّه لَمَّا أمر بعبادته ذكر توحيد الرُّبوبية، ففيه الاستدلال بتوحيد الرُّبوبية على توحيد الأُلوهية.

المسألة الرابعة: أنَّه لا يكفي الأمر بالتوحيد، بل لا بد من النَّهي عن الشِّرك؛ لأنَّ الله قال في الآية الأولى: ﴿ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ [البقرة: 21]، وقال في ختام الآية الثانية: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا [البقرة: 22] فدلَّ على أنَّه لا بد من الجمع بين الأمرين: الأمر بالتوحيد والنَّهي عن الشرك؛ فالذي يقتصر على الأمر بالتَّوحيد ولا ينهى عن الشِّرك، لم يقم بالمطلوب، ولا يحقِّق شيئًا، وهذا في القرآن كثير دائمًا بجانب الأمر بالتَّوحيد، النَّهي عن الشِّرك، قال تعالى: ﴿أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ [النحل: 36] هذا أمر ونهي، ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ [البقرة: 256] هذا فيه: الكفر بالطَّاغوت، والإيمان بالله؛ فالإيمان بالله لا يكفي، بل لا بد من الكفر بالطَّاغوت، وكلُّ رسول يقول لقومه:


الشرح