×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وجعلتموها صالحة للنّبات والإنبات، ولستم الذين خلقتم السماء وجعلتموها سقفًا للعالَم، وفيها مصالحُ العباد.

﴿ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا [البقرة: 22] تجلسون عليها، وتنامون عليها، وتعيشون على ظهرها، وتُدفَنون في بطنها إذا متّم، وتُبعثون منها: ﴿مِنۡهَا خَلَقۡنَٰكُمۡ وَفِيهَا نُعِيدُكُمۡ وَمِنۡهَا نُخۡرِجُكُمۡ تَارَةً أُخۡرَىٰ [طه: 55]، ﴿أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَٰدٗا [النبأ: 6].

ثم هذه الأرض الواسعة أثبتها الله وأرساها بالجبال الرواسي من أجل أن لا تميد بالنّاس وتضطّرب.

﴿وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ [البقرة: 22] يعني: سقفًا؛ لأنّ السماء فوق الأرض، وجعل الله فيها الكواكِب والشمس والقمر التي بها مصالح العباد، وحفظها من الاضطّراب ومن الشّياطين، ولهذا قال تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ [الأنبياء: 32].

﴿وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ [البقرة: 22] هو المطر، والسماء هو السّحاب؛ لأنّ السماء على قسمين: السماء بمعنى: العلوّ والارتفاع، فكلّ ما علا وارتفع يقال له: سماء، والثّاني: السموات المبنيّة، وهي: الطِّبَاق السبع. ﴿فَأَخۡرَجَ بِهِۦ [البقرة: 22] بهذا المطر ﴿مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ [البقرة: 22] هذا المطر ماءٌ واحد، ومع هذا يُخرج الله به ثمرات مختلِفة ومتنوّعة، والتُّربة واحدة، ومع هذا يُخرِج في هذه التُّربة ومن هذا الماء أصنافًا من الثمرات مختلفة الطُّعوم، ومختلفة الألوان، مختلفة الرّوائح، مَن الذي نظَمها هذا التنظيم؟ هو الله سبحانه وتعالى.


الشرح