وهو
أن تقول: والله وحياتك يا فلان، وحياتي، وتقول: لولا كُلَيْبَة هذا لأتانا اللصوص،
ولولا البط في الدار لأتى اللصوص.
وقول
الرجل لصاحبه: ما شاء اللهُ وشئتَ، وقولُ الرجلِ: لولا اللهُ وفلانٌ. لا تجعلْ
فيها فلانًا؛ وهذا كلُّه به شركٌ».
****
والنوع الثاني: شركٌ خفيٌّ؛ لأنّه
لا يعلمه كثيرٌ من النّاس، وهو الشرك في الألفاظ دون الاعتقاد، وهو المذكور هنا.
قال ابن عبّاس: «الشرك
أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلُمة الليل» سُمّي خفيًّا؛ لأنه قَلَّ
من يتنبّه له.
ثم ضرَب له أمثلة بكلماتٍ
يقولُها بعضُ النَّاس بألسنتهم.
«وهو أن يقولَ:
واللهِ وحياتِك يَا فُلانُ، وَحَيَاتِي» فالحلِف بغير الله من
الشرك الخفي الذي يجري على ألسنة كثيرٍ مِن النَّاس، ولا يعلمون أنه شرك، فكثيرًا
ما يقول بعضُهم: والنبي، والأمانةِ، وحياتِك، وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» ([1]).
والحلف بغير الله
شركٌ أصغر، إنْ كان لا يقصد تعظيم الحالف كما يعظِّم الله، وإِنْ كان يقصد تعظيمَ
المحلوفِ مثلَ ما يُعَظِّمُ اللهَ فإِنَّ الحلفَ يكون شركًا أكبر.
والذين يحلفون بالقُبور والأضرحة، ويعظِّمونها كما يعظِّمون الله، هو مِن هذا النوع.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (3251)، والترمذي رقم (1535)، وأحمد رقم (5375).