وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا
يَفۡتَرِي ٱلۡكَذِبَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ﴾ [النحل: 105] فالكذب في حدِّ ذاته كبيرة، فإذا انضاف إليه يمين كاذبة صار أشدَّ وأعظم،
وجاء في الحديث: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ:
الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ بِالْيَمِينِ الْكَاذِبَةِ» ([1]).
وقوله: «وَمَنْ حُلِفَ
لَهُ بِاللهِ فَلْيَرْضَ» هذا محلُّ الشاهد مِن الحديث للباب، ومعناه: فليرضَ
باليمين بالله تعظيمًا لله سبحانه، وهذا يدل على كمال التوحيد، ثمَّ الحالف إِنْ
كان صادقًا فهو على ما حلف، وإنْ كان كاذبًا فإثُمه عليه.
قوله: «وَمَنْ لَمْ
يَرْضَ بِاللهِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ» هذه براءة من الله ممن لم يقنع بالحلف
به، وهذا وعيد شديد.
فيجب تعظيم اليمين
بالله والرِّضا بها، سواءٌ كانت في الخُصومات أو كانت في الاعتذارات، فالمسلم يحسن
الظنَّ بأخيه المسلم.
وهذا الحديث يدلُّ
على مسائل:
المسألة الأولى: تحريم الحلف بغير
الله؛ لقولِهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ».
والمسألة الثَّانية: وُجوب الصدق في الأيمان وعدم الكذب فيها؛ لأنَّ الصدق في الأيمان تعظيمٌ لله سبحانه وتعالى وتعظيمٌ لعهده.
([1])أخرجه: مسلم رقم (106).