فهذه القصة فيها
فوائد عظيمة ودُروس وعِبَر:
الفائدة الأولى: أن الرؤيا حقٌّ؛
ولذلك: لا يجوز الكذب في الرؤيا، وجاء في الحديث الوعيد على ذلك.
الفائدة الثَّانية: فيه: فهم الإنسان
إذا كان له هوى، فهؤلاء اليهود والنصارى لَمَّا كان لهم هوى في حق المسلمين؛
لاحظوا هذه المسألة، لا حُبًّا في الخير أو حِرْصًا على التَّوحيد، ولكنَّهم يريدون
بذلك تنقُّص المسلمين، والتماس عيوبهم، وإن كان في اليهود والنصارى عيوب أكثر
منها.
الفائدة الثالثة: قَبول الحقِّ
ممِّن جاء به ولو كان عدوًّا؛ لأنَّ الحقَّ ضالَّة المؤمن، والرُّجوع إلى الحقِّ
فضيلة.
الفائدة الرَّابعة: في الحديث دليل:
على أنَّ مَنْ نَهى عن شيء أو منع من شيء وكان له بديل صالح أن يأتيَ بالبديل،
فالنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا منع من هذه الكلمة «ما شاء الله وشاء
محمد» أتى بالبديل الصالح الذي ليس فيه محذور وهو أن يقال: «ما شاء الله
وحده».
الفائدة الخامسة - وهي التي ساق
المصنِّف الحديث مِنْ أجلها -: أنَّ كلمة «مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ فُلاَنٍ»
ولو كان نبيًّا مِنَ الأنبياءِ؛ شركٌ بالله عز وجل يجب تركُه، ولكنَّه من الشِّرك
الأصغر، بدليل قوله: «يَمْنَعُنِي كَذَا وَكَذَا»، فإذا كان الإنسان لم
يقصِد معناه؛ فإنَّه شركٌ في الألفاظ، فيجب تركُه واجتنابُه والابتعاد عنه.
الفائدة السادسة: أنه لا يجوز الغلو
بالنبي صلى الله عليه وسلم وإشراكه مع الله في شيء، ودعاؤه، والاستغاثة به من دون
الله عز وجل.
***
الصفحة 10 / 482