×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وقول الله تعالى: ﴿وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا وَمَا يُهۡلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ [الجاثية: 24] الآية.

****

 رمضان، وعشر ذي الحجَّة، ويوم عرفة، ويوم الاثنين والخميس من كلِّ أسبوع، ويوم الجمعة الذي هو سيِّد أيَّام الأسبوع وهو عيد الأسبوع، وآخر ساعة من يوم الجمعة، ووقت السَّحر. هذه أوقات فاضلة تُضاعَف فيها الأعمال، ويُستجاب فيها الدُّعاء أكثر من غيرِها، فالدهر في الحقيقة نعمةٌ من الله سبحانه وتعالى لمن حفظه فيما ينفعه، أما مَن ضيَّعه فإنَّه يكون حَسْرةً عليه يوم القيامة، فالدَّهر إنما هو وقتٌ للأعمال، يَجري فيه الخير والشرُّ، والطاعة والمعصية، والكفر والإيمان، فلا يتعلَّق بالدهر مدح ولا ذم، لأنّه مجرَّد زمان ومجرَّد وقت للأعمال خيرها وشرِّها، ومَن علَّق الذم بالدهر فإنَّما يذمُّ الخالِقَ سبحانه وتعالى لأنَّ الدهر لا يخلق ولا يُحْدِث شيئًا، وإنَّما الذي يخلُق هو الله سبحانه وتعالى.

ثم ساق الشيخ رحمه الله الآية، وهي قولُه تعالى عن المشركين: ﴿وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا وَمَا يُهۡلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ [الجاثية: 24] ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية عن المشركين، الذين بُعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّهم يُنكرون البعث ويستبعدونه، ويزعمون أنَّه لا يمكن حصول البعث لأنَّ الأجسام تتفتَّت وتضيع وتذهب، فمن أين الإعادة لشيء قد ضاع وتفتَّت وذهب: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ ٧٨ قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ[يس: 78- 79]، ﴿وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدٗا ٤٩ ۞قُلۡ كُونُواْ حِجَارَةً أَوۡ حَدِيدًا ٥٠ أَوۡ  


الشرح