تظهر فيها النتائج، تظهر
فيها نتيجة الطَّاعة، ونتيجة المعصية، وإلاَّ للزِم أن يكون خَلَقَ الخلْق عبثًا،
كما قال تعالى: ﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ﴾ [المؤمنون: 115]، وقال تعالى: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّئَِّاتِ
أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ
مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٢١ وَخَلَقَ ٱللَّهُ
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّ وَلِتُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡ
وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ٢٢﴾ [الجاثية: 21- 22]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٥ مَا
لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ﴾ [القلم: 35- 36]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ﴾ [ص: 28] ؟!، هذا تأباه حكمة الله
سبحانه وتعالى فكون المطيع الصالح العابد يعيش في هذه الدنيا في ضيق ومرض وفقر
وفاقة؛ لأنَّ الله ادَّخر له جزاءً يوم القيامة، وكون العاصي والكافر يعيش في
سُرور وفي رغَدٍ من العيش مع كفره؛ هذا لأنَّ الله أعدّ َله النَّار يوم القيامة؛ ﴿قُلۡ تَمَتَّعۡ بِكُفۡرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنۡ
أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِ﴾ [الزُّمَر: 8]، ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأۡكُلُونَ
كَمَا تَأۡكُلُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡ﴾ [محمد:
12]، تأبى حكمة الله سبحانه وتعالى أن يُضيع أعمالَ
العباد سُدىً، وأن يسوِّي بين المؤمن والكافر والمطيع والعاصي، تأبى حكمة أحكم
الحاكمين أن تتّصف بذلك، فلولا أنَّ هناك بعثًا يحاسَب فيه العباد ويجزى كلُّ عامل
بعمله للزم العبث وللزم الجوْر والظُّلم من الله، تعالى الله عن ذلك، دلَّ هذا على
أن هناك دارًا أُخرى غير هذه الدَّار، أخبر الله عنها، وتواترت بها أخبارُ الرُّسل
- عليهم الصلاة والسّلام - لكنَّ المشركين الذين بُعث إليهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم يستبعدون البعث