×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 باب التسمِّي بقاضي القضاة ونحوه

****

هذا الباب مشابهٌ للباب الذي قبله «باب مَن سبَّ الدهرَ فَقَدْ آذَى الله» لأَنَّ الباب الذي قَبلَه فيه النَّهي عن مسبَّة الدهر؛ لأنَّ ذلك يؤذي الله سبحانه وتعالى وهذا الباب في النَّهي عن التسمِّي بالأسماء الضخمة التي فيها العَظَمة التي لا تليق إلاَّ بالله سبحانه وتعالى لأنَّ هذا يغيظُ الله سبحانه وتعالى فسبُّ الدهر يؤذي الله، وهذا يغيظ الله سبحانه وتعالى وكلا الأمرين محرَّم شديد التحريم.

ثم يأتي بعد هذا الباب: «باب احترام أسماء الله»، وهو كذلك يُشبِه هذين البابين.

فهذه الأبواب الثلاثة بعضُها يشبه بعضًا، لكنَّها لَمَّا كانت متنوِّعة نوَّعها المؤلِّف رحمه الله مِنْ أجلِ أن يُعرف كلُّ شيء على حِدَته مفصَّلاً؛ لأنَّ أمور التَّوحيد لا بدَّ فيها من التَّفصيل والبيان، ولا يكفي فيها الإجمال والاختصار.

قوله: «التَّسمِّي بقاضي القُضاة ونحوه» يعني: كلُّ اسم فيه تعظيمٌ شديد للمخلوق من الألقاب والأسماء التي فيها التعظيم الذي لا يليق إلاَّ بالله سبحانه وتعالى مثل: «ملِك الأملاك» و «سيِّد السادات»، وما أشبه ذلك من الألقاب الضَّخمة الَّتي يتلقَّب أو يتسمَّى بها بعض الجبابرة أو المستكبرين.

وكلُّ هذا محرَّم ومنهيٌّ عنه؛ لأنَّ المطلوب من المخلوق التواضُع مع الله سبحانه وتعالى وتجنُّب ما فيه تزكيةٌ للنفس أو تعظيمٌ للنفس، لأنّ هذا يحمل


الشرح