×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

على الكِبْر والإعجاب، وخروج الإنسان عن طَوره ووضعه الصحيح.

وكلُّ هذا يُخلُّ بعقيدة التَّوحيد؛ لأنَّ عقيدة التَّوحيد تدور على توحيد الله سبحانه وتعالى وعلى تنزيه الله عن المشابَهة والمماثَلة، فمن تسمّى باسم لا يليق إلاَّ بالله على وجه التعاظُم فهذا فيه تشبيه بأسماء الله سبحانه وتعالى.

فمثلاً: «قاضي القُضاة» هذا لا يليق إلاَّ لله عز وجل لأنَّ الله سبحانه وتعالى الذي يقضي بين النَّاس يوم القيامة القضاء النهائي، يقضي بين جميع الخلْق، ملوكهم وعامَّتهم وعلمائهم وعوامِّهم، يقضي بين جميع خلقه سبحانه وتعالى فالقضاء المطلَق هو لله سبحانه وتعالى فلا يليق أن يقال للمخلوق: «قاضي القُضاة» لأنَّ الله هو الذي يقضي بين جميع النَّاس يوم القيامة، يقضي بينهم بحكمه: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُم بِحُكۡمِهِۦۚ [النمل: 78] فهو الذي يقضي بين النَّاس سبحانه وتعالى.

أما القاضي من النَّاس فإنه يقضي بين فئاتٍ قليلة من النَّاس، لا يقضي بين كلِّ النَّاس، وإنما يقضي بين عدد قليل محصور، إما في بلد وإما في قضيَّة خاصَّة، ثم قضاؤه - أيضًا - قد يكون صوابًا وقد يكون خطأً، أما قضاء الله جل وعلا فإنَّه لا يكون إلاَّ حقًّا وصوابًا، ولا يتطرَّق إليه الخطأ والنقص جل وعلا.

ففي هذه الكلمة «قاضي القُضاة» تعظيم زائد، ومنحٌ للمخلوق لصفةٍ لا يستحقُّها ومرتبة لا يرقى إليها.

فالمناسب أن يُقال: «رئيس القُضاة»، بمعنى: أنه يُرجع إليه في أُمور القضاء وتنظيماته ومُجرياته.


الشرح