في
الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ
عِنْدَ اللَّهِ عز وجل رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَْمْلاَكِ، لاَ مَالِكَ إِلاَّ
اللَّهُ» ([1]).
****
وكذلك: «مَلِكَ
الأَْمْلاَكِ»، لأن المُلك المطلق لله عز وجل وهو المُلْك الدائم الشامل، أما
مُلْك المخلوق فهو مُلك جزئي ومؤقت.
فالشيخ رحمه الله
ترجم بقاضي القُضاة لأن كلمة «قاضي القُضاة» تدخل في «مَلِكَ
الأَْمْلاَكِ»، فإذا نُهي عن كلمة «ملِك الأملاك» فإنّ «قاضي
القُضاة» تأخُذ حكمها؛ لأنًّ كلًّا من اللَّفظتين فيهما التعظيم الزائد عن حقِّ
المخلوق.
وكذلك ملك المخلوق
مِنْحَة مِن الله سبحانه وتعالى وعارية، لم يملك هذا الملك بحوله ولا قوَّته،
وإنَّما الله هو الذي ملَّكه: ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ
ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ
وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ
عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [آل عمران: 26]، فالذي يملِّك الملوك هو
الله سبحانه وتعالى هو الذي يعطي الملك لمن يشاء، وينزع الملك ممَّن يشاء، أمَّا
ملك الله جل وعلا فإنَّه مُلكٌ حقيقيٌّ عام دائم.
«في الصحيح» يعني: «صحيح مسلم».
«أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَخْنَعَ»» فسَّرها المؤلِّف في آخر الباب: «أَخْنَعَ يعني: أَوْضَع» فهذه الكلمة إذا أُطلقت على المخلوق «مَلِكَ الأَْمْلاَكِ» فإنَّها تكون وضيعةً عند الله سبحانه وتعالى وإن كان مقصود صاحبها الرِّفعة والعُلُوُّ، فإنَّ الله يجازيه بنقيض قصدِه، ويجعله وضيعًا، كما جاء
([1])أخرجه: البخاري رقم (5852)، ومسلم رقم (2143).