×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

في الحديث: «الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُحْشَرُونَ أَمْثَالَ الذَّرِّ» ([1])، وذلك معاملة لَهم بنقيض قصدهم.

«رَجُلٌ تَسَمَّى» وفي رواية: «يُسَمَّى» بالياء، والفرقُ بينهما «تَسَمَّى» يعني: سمَّى نفسه، و «يُسَمَّى» يعني: سمَّاهُ غَيرهُ ورضيَ هو بذلك ولم يُنكره.

فهذا فيه سوءُ أدب مع الله سبحانه وتعالى وتعاظُمٌ ورفعةٌ لا يستحقُّها المخلوق، والله جل وعلا يقول: ﴿تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗاۚ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ [القصص: 83] فالمؤمن لا يريد العلوَّ في الأرض، وإنما يريد التواضُع لله سبحانه وتعالى وإن تولَّى ومَلَك فإنَّه لا يُريد العلو، وإنَّما يريد بالوِلاية والملك الإصلاح والعدل بين النَّاس، فإذا كان هذا قصدُه صار مِنْ أَحَبِّ الخلقِ إلى الله تعالى، وصار من السَّبعةِ الذين يظلُّهم الله في ظِلِّه يوم القيامة، فالملك العادل من السبعة الذين يظلُّهم الله في ظلِّه يوم القيامة.

فليس معنى هذا النَّهي عن تولِّي الملك؛ لأن تولِّي هذه الأمور مطلوب إذا كان القصد الإصلاح، فلا عيب في الْمُلْكِ، إنَّما العيب في القصد السيِّء، فإنْ كان قصدُه مِن تولِّي الملك العَظَمة والكبرياء والتجبُّر صار مُهانًا عند الله عز وجل وإن كان قصدُه الإصلاح والعدل وإقامة الحق في الأرض صار مأجورًا عند الله سبحانه وتعالى بل أجرُه عظيم، ومن الذين تُستجاب دعوتهم عند الله عز وجل ولا تُردُّ دعوتُه.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2492)، وأحمد رقم (6677)، والحاكم رقم (3257).