×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

باب احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم من أجل ذلك

****

قولُه رحمه الله: «بابُ احترام أسماء الله» أي: إكرامُها وإجلالُها، وعدم إهانتها، أو استعمالها في شيء يُمْتهَن.

والأسماء: جمع اسم، والاسم: ما يوضَع علامةً على الشيء مميِّزًا له عن غيره، مأخوذ من السُّمُوِّ وهو الارتفاع، أو من السِّمَة وهي العلامة.

والله سبحانه وتعالى له أسماء سمَّى بها نفسَه في كتابه، وسمَّاهُ بها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنَّتِهِ، وله أسماء لا يعلمها إلاَّ هو سبحانه وتعالى قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ [الأعراف: 180]، وقال تعالى: ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ [طه: 8]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيّٗا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ [الإسراء: 110] وقال تعالى في آخر سورة الحشر: ﴿لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ [الحشر: 24] والنَّبي صلى الله عليه وسلم في دعائه يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ» ([1]) فَأسماء الله لا يعلمُها إلاَّ هو سبحانه وتعالى وكلُّها حسنى.

وتعدُّد الأسماء يدلُّ على عِظَم الْمُسَمَّى، فهي أسماءٌ عظيمة، يجب على العباد: احترامُها، وإجلالُها، ودُعاء الله تعالى بها، والتوسُّل إليه تعالى بأسمائه وصفاته، فيقول في الدُّعاء: «يا رحمن يا رحيم، يا حيُّ


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (3712)، والحاكم رقم (1877)، والطبراني في «الكبير» رقم (10352).