يا قيَّوم، يا ذا
الجلال والإكرام» لأنَّ ذلك من أسباب الإجابة، فدلَّ على عظمها.
فلا يجوز أن
تُمْتَهَن وأن تُبْتَذَل، أو توضَع في أشياء تُستعمَل وتُهان، كأن تُكتب على أشياء
تُداس بالأقدام، أو تقع في الشَّوارع والقاذورات، ومَن وجد شيئًا من ذلك وجب عليه
رفعُه أو إتلافه، أو إزالة اسم الله تعالى منه، فهذا مِنِ احترام أسماء الله
سبحانه وتعالى.
وقوله: «وتغيير
الاسم» أي: إذا سُمِّي شيء من المخلوقات باسم من أسماء الله الخاصَّة به، كـ
«الله» أو «الرحمن» أو ما أشبه ذلك من أسمائه الخاصَّة به التي لا
يُسمَّى بها غيرُه؛ فإنَّه يجب تغيير الاسم احترامًا لأسماء الله.
«من أجل ذلك» أي: من أجل احترام
أسماء الله تعالى.
أما الأسماء التي يُسمَّى بها المخلوق ويسمَّى بها الخالق مثل: الملِك، والعزيز، وأشباه ذلك؛ فهذه ليست من هذا الباب، فالله له أسماء تختصُّ به، والمخلوق له أسماء تختصُّ به، فالله سمَّى نفسه: «الرؤوف، الرحيم»، وقال عن نبيِّه بأنَّه: ﴿بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾ [التوبة: 128]، وسمَّى نفسه بالعليم، ووصف وسمَّى عبده ﴿بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ﴾ [الحِجر: 53] وسمَّى نفسه بالحليم، وسمَّى عبده: ﴿بِغُلَٰمٍ حَلِيمٖ﴾ [الصافات: 101]، فهذه أشياء مشتركة يجوز أن يسمَّى بها المخلوق، ولكن يُعلم أنَّها ليست كأسماء الله سبحانه وتعالى.