×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

عن أبي شُريح: أنَّه كان يُكنى أبا الحكم؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ».

****

ثم ذكر رحمه الله الدليل فقال: «عن أبي شُرَيح» اسمه - على الراجح - هانئ بن يزيد الكِنْدي، صحابي، له رواية عن الرَّسول صلى الله عليه وسلم.

«أنه كان يُكنى» الكنية: ما صُدِّر بأبٍ أو أُم؛ كأبي عبد الله، وأمِّ هانئ، وما أشبه ذلك، والكنية تكون للتشريف والتكريم، أما اللَّقب فإنه يكون للمدح أو لِلذَّمِّ، والغالب أنَّه للذمِّ؛ ولذلك يقول الله جل وعلا: ﴿وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ [الحُجُرات: 11].

«أبا الحَكَم» الحكم هو: الذي يُحكِّم بين النَّاس ويَفصِل النِّزاع، ومنه سُمِّي الحاكم حاكمًا؛ لأنَّه يفصِل بين النَّاس؛ فالحكم - بالألف واللاَّم - لا يُطلق إلاَّ على الله سبحانه وتعالى أما أن يُقال: «حكم» بدون تعريف فلا بأس؛ فالله جل وعلا يقول: ﴿فَٱبۡعَثُواْ حَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهَآ [النساء: 35].

وقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ» بمعنى: أنَّه هو الذي يحكُم بين عباده، في الدُّنيا يحكُم بينهم بوحيه الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنَّة: قال تعالى: ﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ [الشورى: 10]، قال تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ [النساء: 59] والرَّدُّ إلى الله هو: الرَّدُّ إلى كتابه، والردُّ إلى الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم هو: الرَّد إليه في حياته وإلى سنَّتِهِ بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وكذلك هو الحَكَم في الآخرة الذي يحكُم بين النَّاس فيما كانوا فيه يختلفون، ففي الآخِرة ليس هناك حاكم سواه سبحانه وتعالى هو


الشرح