قال
ابنُ حَزْم: «(اتَّفقوا على تحريم كلِّ اسم مُعَبَّدِ لغير الله؛ كعبد عمرٍو، وعبد
الكعبة، وغير ذلك، حاشا عبد المُطَّلِب».
****
﴿فَلَمَّآ
ءَاتَىٰهُمَا صَٰلِحٗا﴾ استجاب الله دعوتهما وآتاهُما ولدًا إنسانًا سَوِيًّا صالحًا.
﴿جَعَلَا
لَهُۥ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَىٰهُمَاۚ﴾ بأن سمَّياهُ
«عبد الحارث»، فعبَّداهُ لغير الله. وهذا من الشِّرك في التسمية، حيث عبَّداه
لغير الله.
ثم ذكر عن ابن
حَزْم، وهو الإمام الجليل، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حَزْم،
الأَنْدَلُسِيِّ، القُرْطُبِيِّ، الظاهِريِّ، له المؤلَّفات العظيمة مثل:
«المُحَلَّى» و«الفِصَلُ في المِلَل والنِّحَل»، و«الأَنساب»، و«جوامع السيرة»،
فهو إمامٌ جليل خُصوصًا في علم الحديث، إلا أنه رحمه الله يُؤْخذ عليه سَلاطَة
اللسان في ردِّه على المخالفين، واعتِناقه لمذهب الظاهرِيَّة، والظاهرِيَّة
معناها: الأخْذ بظواهر النُّصوص دون النظر في معانِيها وأسرارها، وعدم القوْل
بالقياس، وهذا نقْصٌ في هذا المذهب.
ولكن على كلِّ حال
هو إمامٌ جليل، له نفعٌ عظيم في الإسلام، ومؤلَّفاتُه خصوصًا «المحلَّى» وما فيه
من الآثار والأحاديث والرِّواية بالأسانيد؛ ففضائلُه كثيرة رحمه الله.
قال: «اتَّفقوا»
يعني: أجْمعوا، وليس المراد الاتِّفاق عند المتأخِّرين الذي هو قولُ جماعةٍ من أهل
العلم.
«على تحريم كلِّ اسم مُعَبَّدٍ لغير الله» كـ «عبد الحُسَين»، و«عبد الرَّسول» و «عبد الكعبة»، و «عبد الحارث» وغير ذلك؛