لأنَّ التعبيد يجب أن يكون لله سبحانه وتعالى
لأنَّ الخلْق كلهم عبادُ الله كما قال تعالى: ﴿إِن
كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا﴾ [مريم: 93]، فكلُّ الخلق عباد الله، المؤمن والكافر.
ولكن العبوديَّة على
قسمين:
عبوديَّة عامَّة: وهذه تشمَل جميع
الخلق، المؤمن والكافر كلُّهم عبادُ لله تعالى، بمعنى: أنّهم ممْلوكون لله،
مخلوقون لله، يتصرَّف فيهم، ويدبِّرُ أمورَهم، لا يخرُج عن هذا أحدٌ من الخلق.
النوع الثاني: عبوديَّة خاصَّة:
وهي عبوديَّة التألُّه والمحبَّة، وهذه خاصَّة بالمؤمنين: ﴿قُلۡ
يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن
رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ﴾ [الزُّمَر: 53]، ﴿يَٰعِبَادِ
لَا خَوۡفٌ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَ وَلَآ أَنتُمۡ تَحۡزَنُونَ﴾ [الزخرف: 68]، فهذه عبوديَّة
خاصَّة بالمؤمنين، فلا يجوز أن يُعبَّدُ أحدٌ لغير الله كائنًا مَن كان.
قال: «حاشا»
حاشا: كلمة استثناء.
«عبد المُطَّلِب» هو جَدُّ الرسول صلى
الله عليه وسلم؛ لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم هو: محمد بن عبد الله بن عبد
المُطَّلِب بن هاشم بن عبد مَنَاف بن قُصَيِّ بن كِلاب، فـ «عبد المُطَّلِب»
هذا استثناهُ ابن حَزْم من التحريم.
ولكن ليس الأمر كما قال رحمه الله فلا يجوز أن يُسمَّى أحدٌ الآن عبد المُطَّلِب، فلا وجه للاستثناء، وإنما يُقال: «عبد المُطَّلِب» لجدِّ الرسول خاصَّة؛ حكايةً للماضي، كما يُقال: «عبد الكعبة» و«عبد شمس» و «عبد مناف»، حكايةً لِمَا مضى.