×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وعن ابن عبَّاس في الآية، قال: «(لَمَّا تغشَّاها آدمُ حمَلت، فأتاهُما إبليس فقال: إني صاحبُكما الذي أخرجكما من الجنَّة، لَتُطيعانِّي، أو لَأَجعَلنَّ له قرْنَيْ أَيِّل، فيخرُج من بطنكِ فيشُقَّه، ولَأفعلنَّ - يخوِّفهما - سمِّياه عبد الحارث. فأَبَيا أن يطيعاه، فخرَج ميِّتًا.

****

أما بعد الإسلام فلا يجوز أن يُسمَّى أحد بهذه الأسماء.

أما حكاية شيء مضى وانتهى فلا بأس بذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ» ([1]) هذا من ناحية.

الناحية الثانية: يقولون: إنَّ عبد المُطَّلِب ليس اسم جَدِّ الرسول، وإنما اسمُه: «شَيْبَة الحمد»، ولكن قيل له: عبد المُطَّلِب لأنَّ عمَّه المُطَّلِب بن عبد مَناف جاء به وهو صغير من أخواله بني النَّجَّار في المدينة، وكان تأثَّر لونه بالسَّواد بسبب السفر، فظنُّوه عبدًا ممْلوكًا للمُطَّلِب، فقالوا: عبد المُطَّلِب.

«قال» ابن عباس رضي الله عنهما: «فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبُكما الذي أخرَجكما من الجنَّة» يُشير إلى القصة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه من وَسْوَسَة الشيطان لآدم عليه السلام لما حرَّم الله عليه أن يأكُل من شجرةٍ معيَّنة في الجنَّة، وجاءه الشيطان وزيَّنها له، وأغراهُ بالأكل منها، فعصى ربَّه وأكَل منها، فحصَلت المصيبة، وأُخرِج من الجنَّة بسبب ذلك، وأُهْبِط إلى الأرض. ولكنَّ آدم وحوَّاء تابا إلى الله عليهما السلام. تابا إلى الله فتاب الله عليهما.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2709)، ومسلم رقم (1776).