×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وعنه: «سمُّوا اللاَّت من الإله، والعُزَّى من العزيز».

وعن الأَعْمش: «يُدخلون فيها ما ليس منها».

****

 «وعنه» أي: ابن عبَّاس.

«سَمُّوا اللات من الإله، والعُزَّى من العزيز» أي: أنهم سمُّوا الأصنام الكِبار المعروفة عند العرب «اللاَّت» و «العُزَّى» اشتقُّوا لها من أسماء الله.

«وعن الأَعْمش» هو: سُليمان بن مِهْران، الإمام الجليل في الحديث والفقه والتفسير.

«يُدخلون فيها ما ليس منها» لأنَّ القاعدة في أسماء الله: أن لا يُسمَّى إلا بما سمَّى به نفسَه، أو سمَّاه به رسولُه صلى الله عليه وسلم، فما لم يسمِّ الله به نفسَه ولم يسمِّه به رسولُه صلى الله عليه وسلم فلا يجوز أن يُطلَق على الله، لكنَّ المشركين سمُّوا الله بما لم يسمِّ به نفسَه، وهذا من الإلحاد في أسماء الله، كما سمَّت النصارى معبوداتهم بالربِّ، أو سمُّوا الله عز وجل بالأَب.

فهذه الآية الكريمة وما جاء في تفسيرها عن ابن عبَّاس وعن الأَعْمش تدلُّ على مسائل:

المسألة الأولى: بيان التوسُّل المشروع، وهو التوسُّل بأسماء الله وصفاتِه.

المسألة الثانية: بيان التوسُّل الممنوع، وهو التوسُّل إلى الله بجعل واسطة في الدعاء بين الداعي وبين الله عز وجل كأن يقول: أسألُك بنبيِّك، أو بجاه نبيِّك، أو بمنزلة نبيِّك، أو ما أشبه ذلك.

المسألة الثالثة: فيه إثبات الأسماء لله سبحانه وتعالى.


الشرح