×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

ذكَر ابنُ أبي حاتم عن ابن عبَّاس: ﴿يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ: «يُشركون».

****

صفة؛ ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ يدلُّ على الرحمة، ﴿ٱلۡغَفُورُ يدلُّ على المغفرة، ﴿ٱلۡعَزِيزُ يدلُّ على العزَّة والقوَّة والمَنَعة والغَلَبة، وهكذا، كلُّ اسم يُشتَقُّ منه صفة من صفات الله تعالى: ﴿ٱلسَّمِيعُ يدلُّ على السمع، ﴿ٱلۡبَصِيرُ يدلُّ على البصر، ﴿ٱلۡعَلِيمُ يدلُّ على العلم، ﴿ٱلۡقَدِيرُ يدلُّ على القدرة، وهكذا، كلُّ اسم منها يدلُّ على صفة. فالذي لا يُثْبِتُ الصِّفات مُلحدٌ في أسماء الله، لأنه جحَد معانيها، وجعلها ألفاظًا مجرَّدة لا تدلُّ على شيء.

النوع الثالث: تسمية المخلوقين بأسماء الله، مثل ما فعل المشركون من تسمية اللاَّت من اسم الإله، والعُزَّى من اسم العزيز، فجعَلوا أسماء الله أسماءً لمعبودات المشركين، وهذا من الإلحاد في أسماء الله سبحانه وتعالى.

فدلَّ على أنَّ الذي يُنكر أسماء الله، أو يؤوِّلها بغير معانيها الصحيحة، أو يحرِّفها إلى مسمَّيات الأصنام؛ أنه ملحدٌ متوعَّدٌ بأشدِّ الوعيد.

ثم ذكَر عن ابن أبي حاتم رحمه الله عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما: ﴿يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ: يُشركون» أي: يُشركون في أسماء الله.

«﴿أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ» أي: يُشركون في أسمائه، وذلك أنهم جعلوا لله شُركاء في أسمائه، كما سمّوا معبوداتهم بالآلهة.

***


الشرح