×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

فهذه الآية تدلُّ: على إثبات الأسماء لله تعالى ردًّا على المشركين وعلى الجَهْمِيَّة ومَن نفى أسماءَ الله سبحانه وتعالى.

وفي الآية: أنها كلُّها حُسنى.

وفيها: مشروعيَّة التوسُّل إلى الله تعالى بها، ودعائه بها: ﴿فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ [الأعراف: 180] يعني: توسَّلوا إلى الله بها، بأن تقول: يا رحمن ارحَمني، يا غفور اغفِر لي، يا كريم أكرِمني، يا توَّاب تُبْ عليَّ. إلى آخره، بأن تأتي بكلِّ اسمٍ يناسب حاجتك.

ثم قال: ﴿وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ [الأعراف: 180] ﴿وَذَرُواْ يعني: اترُكوا.

والإلحاد في اللغة: المَيْل عن الشيء، ومنه سُمِّي اللَّحد في القبر لحدًا لأنه مائل عن سَمْت القبر.

أما الإلحاد في أسماء الله: فذكروا له عِدَّة معانٍ:

منها: جُحودها ونفيُها كما نفتْها الجَهْمِيَّة.

هذا أعظم الإلحاد فيها، فالذي يقول: «إنَّ الله ليس له أسماء؛ لأنَّ الأسماء موجودة في المخلوقين، فإذا أثبَتناها صار تشبيهًا».

فهذا جاحدٌ لأسماء الله، ملحِدٌ فيها - والعياذ بالله - أعظم الإلحاد، وهذا كُفرٌ بالله عز وجل.

النوع الثاني: تأويلُها عمَّا دلَّت عليه، كما فعلت المعتزِلة والأشاعِرة والماتُريدِيَّة وغيرهم: الذين يُثبتون الأسماء ولكنهم ينفون معانيها وما تدلُّ عليه من الصِّفات؛ لأنَّ هذه الأسماء، كلُّ اسم منها يدلُّ على 


الشرح