×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

في الصحيح عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، وَلْيَعْزِمْ فِي الْمَسْأَلَةِ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ» ([1]).

ولمسلم: «وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ؛ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ» ([2]).

****

 «في الصحيح» أي: في «الصحيحين».

«عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، وَلْيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ»» علَّل النبي صلى الله عليه وسلم هذا النَّهي بأمرين:

الأمر الأوَّل: أنَّ هذا يدلُّ على الفُتور من السائل، والمطلوب من السَّائل العزم: «وَلْيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ».

الأمر الثاني: أنَّ هذا يُشعِر بأنَّ السائل يخاف أنَّ الله يفعَل هذا وهو كارهٌ من باب المجامَلة، والله جل وعلا لا مُكْرِهَ له، يفعَل ما يشاء ويختار سبحانه، لا أحد يُكرهه أو يؤثِّر عليه، أو أنه يجامِل أحدًا، أو يخافُ من أحد.

«وفي رواية لمسلم: «وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ»» مثل: «وَلْيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ» يعني: يُلِحُّ على الله في الدعاء.

«فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ» يعطي سبحانه وتعالى ما يشاء، ما لا يعلمُه إلا هو، بلا حصْر ولا حساب، ولا تنفَد خزائنُه سبحانه، بخلاف


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5980)، ومسلم رقم (2679).

([2])أخرجه: مسلم رقم (2679).