×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

باب لا يقول: عبدي وأَمَتي

****

هذا الباب عقَده المصنِّف رحمه الله كالباب الذي قبلَه، من أجل احترام أسماء الله وصفاتِه، ومن أجل سدِّ الطُّرق التي تُفضي إلى الشِّرك وحماية جانب التوحيد، وذلك: بتجنُّب الألفاظ المُوهمة التي قد يُفهَم منها شيءٌ من الشِّرك، ولو كان المتكلِّم بها لا يقصِد المعنى، ولكنه يتجنَّب ذلك من أجل سدِّ الباب من أصلهِ، هذا هو المقصود.

وقد سبَق له نظائر في هذا الكتاب من حماية النبي صلى الله عليه وسلم حِمَى التوحيد وسدِّ الطُّرق التي تُفْضي إلى الشِّرك، وهذا منها.

ومن ذلك: لا يقُلْ السيِّد والمالك لرقيقه: عبدي وأَمَتي. لأنَّ العِباد عِباد الله سبحانه وتعالى قال تعالى: ﴿إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا [مريم: 93]، فليس هناك عبدٌ لأحد إلا لله سبحانه وتعالى فالعبوديَّة والتعبيد خاصٌّ بالله سبحانه وتعالى أمَّا المخلوقون فليس بعضُهم عبيدًا للبعض، فالعباد كلُّهم عبادُ الله، مؤمنُهم، وكافرُهم. هذه العبوديَّة العامَّة، أما العبوديَّة الخاصَّة فهي خاصَّة بالمؤمنين: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ [الزُّمَر: 53]، ﴿وَٱلَّذِينَ ٱجۡتَنَبُواْ ٱلطَّٰغُوتَ أَن يَعۡبُدُوهَا وَأَنَابُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰۚ فَبَشِّرۡ عِبَادِ ١٧ ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ [الزُّمَر: 17- 18]، ﴿يَٰعِبَادِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَ وَلَآ أَنتُمۡ تَحۡزَنُونَ [الزخرف: 68]، هذه عبوديَّة خاصَّة بالمؤمنين، وهي عبوديَّة تَقَرُّب إلى الله تعالى وإنابةٍ إليه، وجزاؤها الجنَّة. فالعبوديَّة إذًا خاصَّة لله.


الشرح