في «الصحيح»
عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ
أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ. وَلْيَقُلْ سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ، وَلاَ
يَقُلْ أَحَدُكُمْ عَبْدِي أَمَتِي، وَلْيَقُلْ فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلاَمِي» ([1]).
****
قوله: «أَمَتي»: الأَمَة
معناها - أيضًا - العبْدة، فلا يُقال: هذه أَمَة فلان، وإنّما يُقال: هذه أَمَةُ
الله،. وهذا تأدُّبٌ مع التوحيد ومع جَناب الرُّبوبيَّة. هذا وجه عقد المصنِّف
للترجمة.
قوله: «في الصحيح» أي: «الصحيحين»:
«صحيح البخاري»، و«صحيح مسلم».
«أنَّ النبي صلى
الله عليه وسلم قال: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ»»! هذا نهيٌ من الرسول صلى
الله عليه وسلم.
«أَطْعِمْ رَبَّكَ» أي: ناوِلْه
الطعام.
«وَضِّئْ رَبَّكَ» أي: ائْتِه
بالوَضوء، أو أعِنه على الوُضوء.
ثم بيَّن النبي صلى
الله عليه وسلم اللفظ الذي يقوله المَملوك لمالكه، وهو: «سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ»،
كما بيَّن اللفظ الذي يقوله المالك لمَملوكه، وهو: «فَتَايَ وَفَتَاتِي
وَغُلاَمِي»؛ لأنَّ هذه الألفاظ لا مَحذور فيها، فتكون بَدائل للألفاظ
المَحذورة.
فدلَّ هذا الحديث على
مسائل:
المسألة الأولى: فيه ما ترجم المصنِّف من أجلِه، وهو عدم جواز قَول «عبدي» و «أَمَتي»؛ لأنَّ هذا ورد منصوصًا عليه في الحديث: «وَلاَ يَقُلْ: عَبْدِي أَمَتِي».
([1])أخرجه: البخاري رقم (2414)، ومسلم رقم (2249).