×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

في «الصحيح» عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ. وَلْيَقُلْ سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ، وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ عَبْدِي أَمَتِي، وَلْيَقُلْ فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلاَمِي» ([1]).

****

قوله: «أَمَتي»: الأَمَة معناها - أيضًا - العبْدة، فلا يُقال: هذه أَمَة فلان، وإنّما يُقال: هذه أَمَةُ الله،. وهذا تأدُّبٌ مع التوحيد ومع جَناب الرُّبوبيَّة. هذا وجه عقد المصنِّف للترجمة.

قوله: «في الصحيح» أي: «الصحيحين»: «صحيح البخاري»، و«صحيح مسلم».

«أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ»»! هذا نهيٌ من الرسول صلى الله عليه وسلم.

«أَطْعِمْ رَبَّكَ» أي: ناوِلْه الطعام.

«وَضِّئْ رَبَّكَ» أي: ائْتِه بالوَضوء، أو أعِنه على الوُضوء.

ثم بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم اللفظ الذي يقوله المَملوك لمالكه، وهو: «سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ»، كما بيَّن اللفظ الذي يقوله المالك لمَملوكه، وهو: «فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلاَمِي»؛ لأنَّ هذه الألفاظ لا مَحذور فيها، فتكون بَدائل للألفاظ المَحذورة.

فدلَّ هذا الحديث على مسائل:

المسألة الأولى: فيه ما ترجم المصنِّف من أجلِه، وهو عدم جواز قَول «عبدي» و «أَمَتي»؛ لأنَّ هذا ورد منصوصًا عليه في الحديث: «وَلاَ يَقُلْ: عَبْدِي أَمَتِي».


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2414)، ومسلم رقم (2249).