×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللَّهِ إِلاَّ الْجَنَّةُ» ([1]) رواه أبو داود.

****

فهو مكذِّبٌ لله، ويكون كافرًا بالله عز وجل لأنَّ الإيمان أن تؤمِن بالله عز وجل وملائكته، وكُتبه، ورُسله، واليوم الآخِر، وبالقدَر خيرِه وشرِّه، ومن الإيمان بالله: الإيمان بأسمائه وصفاتِه سبحانه وتعالى على الوجه اللاَّئق به.

فالله جل وعلا له وجهٌ كما أثبَته لنفسه، ولكنه لا يشبِه وجه المخلوق، ولا يدُور بخَلَد المؤمن - أو في ظنِّ المؤمن - هذا الظنُّ السيِّء وهو المشابهة بين الله وبين خلْقه، فمن دار بخَلَده ذلك فإنه يكون ناقصَ الإيمان، فإن نفَى ما وصَف الله به نفسَه فإنه يكون عديم الإيمان، نسأل الله العافية.

ولذلك يقولون: المشبِّه يعبُد صنمًا، والمعطِّل يعبُد عدمًا، والموحِّد يعبُد ربًّا فَرْدًا صمَدًا.

فقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللهِ» يثبِت أنَّ لله وجهًا، لكنَّ هذا الوجه عظيم يُعظَّم، ولا يُسأَل به الأشياء الحقيرة كمتاع الدنيا وأطماع الدنيا، وإنما يُسأَل به شيءٌ عظيم يليق بعظمتِه، وهو الجنَّة؛ لأنَّ الجنَّة هي أعظم المطالِب، وهي غاية المطالِب، فهي شيءٌ عظيم. أو ما يوصِّلُ إلى الجنَّة من الأعمال الصالحة، وفي الحديث: «أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ» ([2]).


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1671)، والبيهقي في «الشعب» رقم (3537).

([2])أخرجه: ابن ماجه رقم (3846)، وأحمد رقم (1483)، وابن حبان رقم (869).