×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ، كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» ([1]).

****

ثم قال صلى الله عليه وسلم: «وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ» يعني: مِمَّا تكره، بعدما تحرِص على ما ينفَعك وتستعين بالله وتترُك العجْز، بعدما تعمَل هذه الأسباب إذا أصابك شيء عكس ما تُريد وعكس ما تطلُب فلا تجزَع واعلَم أنَّ هذا بقضاء الله وقدَره، وأنَّ الله لو قدَّر لك شيئًا لحصَل ولكنه لم يقدِّر لك، ولا تدري ما الخيرة فيه، لعلَّ الله حبسَه عنك لخير أرادَه بك، ربَّما أنَّ الإنسان يحرِص على شيء لو حصَل له لأهلَكه، فالله يمنعُه عنه رحمةً به: ﴿وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡ‍ٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡ‍ٔٗا وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [البقرة: 216].

«فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ، كَانَ كَذَا وَكَذَا» لا تُرجِع هذا إلى تقصيرِك، ولكن أرجِعه إلى قضاء الله وقدَرِه.

«وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ» يعني: أرجِع هذا إلى قضاء الله وقدَره، فالذي منَعه عنك ليس هو فعلُك أو تركك، وإنَّما الذي منعه عنك هو الله سبحانه وتعالى ولا تدري لعلَّ الله أراد بك خيرًا وصرَف عنك شرًّا، فارْضَ بقضاء الله وقدَره.

هذا هو شأن المؤمن الذي يؤمن بالقضاء والقدَر، أما المنافق وضعيف الإيمان فإنه إذا أصابَه شيء يكرهُه جزِع وتسخَّط


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2664).