وقال: هذا بسبب فلان أو هذا بسبب أنِّي ما علِمت
كذا أو كذا. هذا جُحودٌ للقدَر، أو عدم إيمان بالقدَر، أو ضعف إيمان بالقدَر، وما
هكذا المؤمن.
«قَدَرُ اللَّهِ
وَمَا شَاءَ فَعَلَ» يَحُلُّ عن المسلم مشاكل كثيرة.
ثم قال صلى الله
عليه وسلم: «فَإِنَّ لَوْ» أي: قول: لو.
«تَفْتَحُ عَمَلَ
الشَّيْطَانِ» إذا أرجَعتَ هذا إلى غير القضاء والقدَر دخَل الشيطان، وصار يُوسوِس لك
ويُلقِي عليك الأوهام ويُلقي عليك القلق النفسيَّ، وتُصبح في همٍّ وغمٍّ وحُزن،
أما إذا أغلَقتَ هذا الباب وقلتَ: «قضاءُ الله وقدرُه»، أو «قدَّر الله
وما شاء فعل» فإنَّك تُغلق باب الشيطان.
فـ «لو»
مفتاح لباب الشيطان، و«قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ» إغلاق لباب
الشيطان، تستريح من شرِّه ومن هُمومه وأحزانِه ووَساوسه.
يبقَى إشكالٌ وهو:
أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأصحابهِ في حجَّة الوداع: «لَوِ
اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا سُقْتُ الْهَدْيَ وَ
لَأَحْلَلْتُ مَعَكُمْ وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً» ([1]) أليس في هذا
استعمال «لو» في شيء تبيَّن للرسول صلى الله عليه وسلم أنه فاته وهو فضيلة
التمتُّع بالعُمرة إلى الحجِّ؟ ألاَ يتعارض مع قوله: «وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ
فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا»؟.
الجواب: لا تعارض؛ لأنَّ «لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا،
([1])أخرجه: البخاري رقم (1693)، ومسلم رقم (1211).