×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

ثانيًا: أن سوء الظنِّ بالله سبحانه وتعالى ينافي التَّوحيد أو ينافي كمالَهُ، ينافي أصلَه إذا زاد وكثُر واستمرَّ، أو ينافي كمالَه إذا كان شيئًا عارضًا أو شيئًا خفيفًا أو خاطرًا في النَّفس فقط ولا يتكلَّم به بلسانِه، أمَّا إِنْ تكلَّم به بلسانِه فإنَّه يكونُ منافيًا للتَّوحيد.

ثالثًا: فيه: إثبات القضاء والقدر، وأنَّ ما يجري من المصائب والمحابِّ والمكروهات والملاذِّ كلِّه بقضاء الله وقدره.

رابعًا: أن النَّبي صلى الله عليه وسلم ليس له من الأمر شيءٌ، فلا يُتعلَّقُ به صلى الله عليه وسلم، وإنَّما يُتعلَّق بالله؛ لأنَّ الأمر كلَّه لله جل وعلا لا للرسول ولا لغيره، قد قال الله جل وعلا له: ﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَٰلِمُونَ [آل عمران: 128]، دعا صلى الله عليه وسلم على أقوام من أهل مكَّة فعاتبه الله، قال: ﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَٰلِمُونَ [آل عمران: 128]، وقد تاب الله عليهم وأسلموا، وحسُن إسلامُهم، وصاروا من قُوَّاد الجهاد في الإسلام.

فهذا فيه: أنَّ الأمر لله سبحانه وتعالى فلا يُتعلَّق إلاَّ بالله جل وعلا أمَّا الرَّسول عليه الصلاة والسلام فإنَّه رسولُ الله، هو مبلِّغٌ عن الله - تعالى - رسالاته، وهذه وظيفة الرُّسُل.

خامسًا: فيها: إثبات الحكمة في أفعال الله سبحانه وتعالى وأنَّ الله لا يفعل شيئًا عبثًا.

سادسًا: فيها: أنَّ وعد الله جل وعلا لا بدَّ أن يتحقَّق، ولا يتخلَّف وعدُ الله سبحانه وتعالى أبدًا، وهو وعد بأنَّ هذا الدين سيظهر، وماذا كان الواقع؟ أليس


الشرح