فإن
تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا
إخالك ناجيا»
****
وتوعَّد الله الذين
لا يزكون أنفسهم، قال تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠
بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ
فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ ٦ ٱلَّذِينَ
لَا يُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ﴾ [فُصِّلَت: 6- 7] قال بعض المفُسِّرين:
المراد بالزَّكاة هنا: تزكيةُ النفس؛ لأنَّ الآيةَ مكيَّةٌ، والزكاة بالأموال لم
تكن نزلت إلاَّ في المدينة، وفي قولِه تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ﴾ [المؤمنون: 4] قالوا: والمراد بالزكاة هنا: زكاة النفس؛ لأنَّ
الآيةَ مكيَّة - أيضًا - فتزكية النفس بالأعمال الصالحة مطلوبة مأمور بها.
وقوله: «فتِّش
نفسك هل أنتَ سالم؟» يعني: لا تشتغل بعيوب النَّاس وتنسَ نفسك، فتِّش نفسَكَ
هل أنت سالمٌ من هذا التعنُّت والملامة على القدْرِ والاعتراض على الله سبحانه
وتعالى في الحوادث؟
قوله: «فَإِنْ
تَنْجُ مِنْهَا» يعني: مِنْ هَذِهِ المصيبة.
«تَنْجُ مِنْ ذِي
عَظِيمَةٍ وَإِلاَّ فَإِنِّي لاَ
إِخَالُكَ َنَاجِيًا»
بكسر الهمزة، يعني:
لا أظنُّك «نَاجِيًا».
فهذا البابُ في
الحقيقة بابٌ عظيم، وبابٌ جليل، ومَن أحب المزيد من هذا الكلام الطيِّب فليراجِع
«زاد المعاد» في كلامِهِ على غزوةِ أُحُدٍ، وما جرى فيها من المحنة على المسلمين،
وما قاله المنافقون في هذه الغزوة.
فيُستفاد من هاتين
الآيتين وتفسيرهما:
أوَّلاً: أنَّ حسنَ الظنِّ بالله عز وجل واجبٌ من واجبات التَّوحيد.